بينما أظهرت السلطات الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر النظام والهدوء في مركز مساعدات أمريكي إسرائيلي في غزة خلال زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قُتل 5 فلسطينيين على الأقل في نقاط توزيع أخرى بمناطق مختلفة من القطاع المحاصر. يُظهر الفيديو، الذي تم تصويره في أحد مراكز مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل، أشخاصًا في طوابير منتظمة وهم يتلقون المساعدات ويهتفون للمبعوث الأمريكي. لم يُسمع أي صوت لإطلاق نار في الفيديو، مما استغلته إسرائيل للادعاء بأن عمليات الإغاثة تسير بسلاسة. لكن الواقع على الأرض كان مختلفًا تمامًا.
وفقًا لمصادر طبية، فإن خمسة من بين 24 قتيلاً اليوم الجمعة كانوا من المدنيين الجائعين الساعين للحصول على الطعام. قُتل الآخرون إثر غارات جوية أو قصف إسرائيلي في أماكن متعددة مثل مدينة غزة وجباليا ودير البلح وخان يونس. في أحد الهجمات، أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار على جائعين كانوا في انتظار المساعدات في منطقة الشاكوش برفح، مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين. وقع هذا الهجوم بينما كان ويتكوف يتفقد المركز الإداري لمؤسسة GHF، ومنذ بدء توزيع المساعدات في أواخر ماي، قُتل أكثر من 1370 فلسطينيًا وجُرح حوالي 8800 بالقرب من هذه المراكز، وفقًا للأمم المتحدة ووزارة الصحة.
في وقت سابق من اليوم الجمعة، قصفت الطائرات الإسرائيلية خيامًا تؤوي عائلات نازحة في المواصي غرب خان يونس، ما أودى بحياة سبعة أشخاص. كما تعرض منزل بالقرب من مجمع ناصر الطبي للقصف، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص. استهدفت الدبابات أيضًا وسط خانيونس وبلدة القرارة شرق المدينة.
كما أفادت فرق الدفاع المدني في مدينة غزة بمقتل خمسة وإصابة أكثر من عشرين آخرين في حي الشجاعية إثر قصف إسرائيلي. وتم استهداف أحياء أخرى شرق وجنوب المدينة، مثل حي التفاح والزيتون والرمال، حيث أودت الغارات الجوية بحياة عدد من السكان في حي الرمال غربًا. في شمال جباليا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وفي دير البلح أسفرت غارة على سيارة مدنية عن مقتل أربعة أشخاص.
منذ استئناف إسرائيل هجومها العسكري في مارس، قُتل ما يقرب من 9100 فلسطيني وأصيب أكثر من 35 ألفًا، بحسب وزارة الصحة. ورغم تصاعد عدد الضحايا والهجمات المتكررة قرب “مراكز المساعدات”، لا يزال المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون يروجون لعمليات الإغاثة العالمية على أنها “نموذج” للعمل الإنساني. ولكن بالنسبة للفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين يعانون من الجوع والنزوح، تبقى الخطر المميت المتمثل في البحث عن الطعام هو الواقع الثابت.